كيف تتعامل مع شخصية الطفل الانطوائية بمدارس الأحد

بواسطة | مايو 1, 2021 | المقالات | 254 تعليقات

ماذا لو تواجدت مثل هذه الشخصية الانطوائية في فصلك في مدارس الأحد؟ شخصية لا تشارك في أي أنشطة او مناقشات أو ألعاب… ماذا ستفعل حينها؟ هل ستتمكن من التعامل معها وكسبها أم أنك ستيأس أمام الشخصية الانطوائية ، وسيؤثر عليك وجودها بالسلب؟ 

نحن هنا لنساعدك للتعرف على تفاصيل هذه الشخصية، الأسباب التي أدت إلى انطوائيتها، وكيفية التعامل معها وكسبها. ونصلي أن يساعدك هذا المقال بشكل عملي في صنع تغيير حقيقي من خلالك. 

أسباب الانطوائية: 

هناك العديد من الأسباب المؤدية لما تراه “كالانطوائية “والتي تجعل الطفل غير قادر على التفاعل مَع من حوله ويشعر بالراحة والميل إلى الانعزال في أغلب الأوقات، فقد يميل الطفل الإنطوائي للتفاعل ولكن بطريقة أخري تضمن له محدودية العلاقات أو ضيقها بشكل ملحوظ مع مَن حوله. 

هناك العديد من العوامل التربوية التي تساعد الطفل على الانطوائية داخل المنزل ويمكن إيجاز تلك العوامل فيما يلي:  

  • قسوة الوالدين وغياب الحب له في المنزل. 
  •  التدليل الشديد للطفل وعدم محاسبته على أي فعل سلبي. 
  • الخوف المَرضِي على الأطفال من جانب الوالدين.  
  • التعرض إلى الإنتقاد المستمر. 
  • المقارنة مع الآخرين وبالأخص في حالة وجود بعض الصفات الجسمانية مثل ضعف النظر أو قصر القامة أو غيرها 
  • الخلافات الزوجية بين الوالدين. 

أما عن العوامل الأخري داخل فصل مدارس الأحد والتي يمكن أن تساعد على الانطوائية فتتمثل في طريقة معاملتك كخادم له، فعلي سبيل المثال: 

  • عدم احتوائك له في الفصل، وعدم قدرتك على التعامل مع إنعزاله. 
  • انتقادك له في بعض الأحيان حتى دون قصد. 
  • إهتمامك الزائد بالأطفال الآخرين الأكثر نشاطًا وتفاعلًا.

الفرق بين الطفل الخجول والطفل ذو الشخصية الانطوائية

بالتأكيد أن هناك أوجه تشابه بين الشخصيتين تجعلنا نشعر أنه ليس هناك فرق بينهم، لكن هناك فروق واضحة بينهم فالطفل الخجول لا يفضّل الجلوس وحيدًا لكنه يخاف من التفاعل مع الآخرين، وقد لا يستطيع أن يرفع عينيه وينظر لمن يتحدث معه وفي الغالب يخاف من التقييم السلبي فيفضل عدم التعرض لمثل هذه التجربة.

بينما نجد الطفل الإنطوائي لا يرغب في التفاعل مع الآخرين من الأصل حيث يصعب عليه التعامل مع وسط اجتماعي بشكل عام ويحتاج لمزيد من الوقت وربما يستجيب أو لا، لأن ذلك يمثل أسلوب حياته وجزء من شخصيته ويحتاج إلي وقت يخلو فيه مع نفسه ليستعيد نشاطه وقدرته على وجوده وسط أطفال آخرين.

علامات لاكتشاف الطفل ذو الشخصية الانطوائية في الفصل: 

هناك العديد من العلامات التي قد تساعدنا بشكل كبير على اكتشاف انطوائية الطفل في فصل مدارس الأحد وقد تتنوع وتختلف هذه العلامات من طفل لآخر تبعًا لدرجة انطوائه ومدى انفتاحه وتقبلّه لذلك، ومن بين هذه العلامات: 

  • شعوره بالخجل الشديد عندما ينتقده أحد اصدقاؤه أو يعلّق علي كلامه في حالة تجاوبه من الأساس بالكلام.
  • شعوره بالأمان الشديد مع شخصية واحدة أو اثنين (قد يكونوا الولدين أنفسهم) أو أحد اصدقاؤه فقط دون شخص آخر، فلا توجد لديه صداقات داخل الفصل. 
  • الإبتعاد بشكل كبير عن أي أنشطة جماعية مثل الألعاب والتي يفضلها ويعشقها الأطفال بشكل عام. ويسعى للابتعاد بأي شكل من الأشكال من ردود أفعال مَن حوله. 
  • يميل إلي بعض الأنشطة الفردية مثل الرسم أو الأشغال اليدوية والتي تُنجز بشكل فردي. 
  • الخجل والخوف من إجابة أي سؤال أو حتى طرح سؤال خوفًا من التعرض لأي حديث من أي أطراف أخري، فليس لديه قدرة للتحدث بطلاقة في الفصل أمام باقي أصحابه. 

كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي بشكل عملي: 

يحتاج الطفل الانطوائي إلي قدرٍ كافٍ من الحب والعطف وليس نظرات الشفقة والتي قد يشعر بها وتؤثر عليه بشكل سلبي. لذا سنضع أمامك مجموعة من الأفكار والحلول العملية والتي قد تساعدك على كيفية التعامل معه بشكل ايجابي. 

  • اعطه وقتًا كافيًا

غالبًا ما يفرح الخادم بالأطفال الأكثر تجاوبًا عندما توجه لهم اسئلة، لأنها تعطي له رسائل إيجابية عن مدى تجاوبهم 

معه وهذا بالطبع شعور طيب، لكن يمكن أن تجعل من هذا تحديًا لنفسك كخادم. 

عندما تعطي سؤال لهذا الطفل اجتهد أن تسأله في بداية الأمر بأسئلة لها إجابات محددة (اسئلة مغلقة وسهلة) واعطه وقتا كافيًا للتفكير في الإجابة، قل له أنك ستعود لتصغي إليه مرة أخرى.
أما إذا اعتذر عن المشاركة، فإحترم رغبته في ذلك وشجعه على اجتهاده. أكد عليه ثقتك في معرفته للإجابة.

نشجعك على قراءة مقال عن 10 طرق ستساعدك على التواصل مع الطفل بشكل عميق

  • لا تنتقده 

هناك بعض الكلمات التي تؤدي إلي النقد وتُشعره بصغر النفس على الرغم أنك لم تقصد ذلك. عزيزي الخادم حاول الإبتعاد عن الكلمات الآتية معه (نفسي أسمع صوتك – اصلك خجول – انت علطول مش بتشارك- لازم تجاوب) لأن ذلك يجعله أقل رغبة في المشاركة نتيجة الإحراج الذي يشعر به حينما تُوجه له هذه الكلمات، فهى تكون كطعنات بالنسبة له.

  • أجعله يمارس أنشطة بسيطة

حاول التفكير في أنشطة بسيطة يشارك فيها الطفل مع عدد قليل جدًا في فصل مدارس الأحد لأنه يفضّل اللعب بمفرده مثل جمع العطاء، أو اشركه مع طفل واحد أو اثنين على الأكثر. لا تقلق فالأمر يسير بالتدريج ولكن لا تُجبره على اللعب أو الحديث مع أطفال اجتماعيين ونشطاء أكثر من اللازم. (عليك التوازن وخصوصًا في البدايات)

  • شجّعه

يحتاج الطفل ذو الشخصية الانطوائية إلى التشجيع المستمر والمدح خصوصًا عند فعله بعض الأمور الإيجابية حتى لو كانت بسيطة وصغيرة بالنسبة لباقي أطفال فصلك، فمن الممكن أن تكلّفه بمهمة فردية في البداية تكون متناسبة مع قدراته ليفعلها بشكل جيد وقم بمدحه أمام الجميع، فهذا يساعده علي البناء التدريجي لثقته بنفسه.   

  • اهتم به كفرد 

اعرف كم التحدي عند الكثير من الخدام في حفظ ومتابعة الأطفال خصوصًا في الكنائس التي يوجد بها أعداد كبيرة من الأطفال وعدد قليل من الخدام، لكنك تحتاج إلي الإهتمام بهذا الطفل بشكل خاص والتحدث معه بشكل فردي، لأن ذلك سيدعم الثقة بينك وبينه و سيساعدك على معرفة الكثير من الأشياء عنه وعن أسرته والتي بدورها ستساعدك على فهم شخصيته أكثر. 
اشجعك انك انت اللي تبادر للطفل ..اسمع الفيديو “لازم تبادر” ده هيفيدك قوي

  • أكد على تفرده 

حاول من خلال حديثك معه طوال الوقت أن تؤكد علي فكرة اختلاف شخصياتنا ومواهبنا وطرقنا، واجعله يتيقن أن الله يقبل ويحب اختلاف شخصياتنا. وأن دورنا أن نقبل أنفسنا كما هي، محبين لها وساعين لتطويرها ونموها. 

 وقبل نهاية الحديث عن الانطوائية ، من الهام أن أخبرك أنه صاحب قرار مختلف في الكثير من الأحيان لأن قراراته نابعة من معاييره الخاصة، فهو لا يتبع رأي الأغلبية كما يتميز بأنه مستمع جيد ولا يتحدث إلا عند اللزوم ويتحدث بهدوء وإتزان، وعندما يسأل فإنه يسأل اسئلة عميقة قد تفاجئك.   

عزيزي القارئ ..

نصلي أن يعطيك الرب حكمة لتتمكن من فهم شخصية أطفالك والتعامل معها بطريقة تساعد على بنيانهم، ونريدك أن تتذكر دائمًا أنك تستطيع أن تكتشف طفلك لتصنع منه بطلًا بدورك العظيم. فغاندي الإنطوائي مع الوقت استطاع أن يحرك العالم كله وأصبح من أعظم قادتهم، وانت بدورك تستطيع أن تشجّع طفلك حتى ان كان يبدو عليه الانطوائية ليكون من أفضل الشخصيات الموجودة داخل فصلك ومع مرور الوقت يستطيع من خلال مساعدتك له أن يساعد هو أيضًا أطفال آخرين.  

لا تنسي أن تكتب لنا أبرز النقاط أو الأفكار التي أضاءت لك نور جديد من خلال هذا المقال، أيضا نود مشاركتنا بطرق أخري قمت بها وجربتها وجاءت بنتائج طيبة، كما يمكنك أيضا مشاركة المقال مع فريق خدام مدارس الأحد بكنيستك. ننتظر مشاركتك البنّاءه.

254 التعليقات

  1. ايريني عنتر جاب الله

    فرق معايا اني احتوي الطفل الانطوائي واشجعه ويقبل انه شخص متميز ومختلف

    الرد
  2. رانيا ثروت كامل

    مقالة رائعة وضحت الفرق بين الطفل الخجول والطفل الانطوائي
    وازاي أتعامل معهم واعطيهم مساحتهم

    الرد
  3. helmy

    المقال مهم ومفيد اتعلمت منة انى بكون بشجع الطفل واهتم بيه بمفردة

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *